Close
ودة

ودة

تعوي الريح في الليلة الحالكة في مشارف الصحراء كعواء الذئاب الجائعة، تهب انت مهعا محمودا هائجا، تهزك الحسرات والامنيات الفاتنة والعطش المرير، وذكري الحبيبة التي ماتت في سريرها فجأة في ليلة الحناء. وتمرّ فوق حقول الشّعير التي استيقظتْ فجأة وتماوجتْ مع العاصفة، وفوق الطيور التي ضلَّت وأصابها الرّعب، وما عادتْ تعرفُ الجنوب من الشّمال، وفوق المصابيحِ الم جْرسَة على الطّرقات الكئيبة النائمة، وهي تكاد تتحطّم من الريح كأنّها أرواح أصابها الصّرع في ليلة الخسوف، وكانت تلك أيضًا ليلةَ خسوف عندما ذهبتَ مع الناس تدفنها…

محمود توفيق