Close
نداء المفاتيح

نداء المفاتيح

فريدة، اسمٌ اختاره لي أبي، وقام بتوثيقه في شهادة الميلاد، اسمٌ وافقتْ عليه أُمّي بدون اعتراض، وتدرّبتْ على نطقه كثيرًا وهي تؤمّن على فَرادتي هذه؛ متلمِّسةً بأنامِلها وجنتيّ الناعمتين، وخصلاتِ شعْري، وظاِهرَ كفّي المُحتضِنةِ لصدرها أثناءَ جلسات الرّضاعةِ التي سقتني بها حنانَا، وروَتْ بها أوردتي حبًّا لا ينضب، وبها صهرتْني داخل أحضانها الدّافئة فما ملّت من قصّ تفاصيل فرحتِها بقدومي على مسامعي ومَسامع كلّ شخصٍ مرّ في حياتنا، قريبًا كان أم غريبًا. فمَن في نظرها يستحِقُّ اسمً كهذا غيري وأنا ابنتُها البكْر و”آخرُ العنقود” كما يقولون في آنٍ واحد، المنتظَرَة طويلاً حتّى جفّت شجرةُ أعمارهما، وتيبّست عضلاتُ جسدهما، لوْلا حكمةُ الله التي شاءتْ أن يتمتّع والداي زمنًا بعاطفةِ الأبوّة والأمومةِ، فلم يحرمهُما الخالقُ متاعَ الدُّنيا من مالٍ، كذا الأولاد في شخصي وهيئتي “الفريدة” كما كانا يظنّان، وإنّ بعض الظّنّ حُبّ!

ريحانة رفيق