Close
قمبيز و الزهرة السمراء

قمبيز و الزهرة السمراء

كان غزو «قمبيز» لمصر عام (525 ق.م) من أسوأ الأحداث التي تعرضت لها البلاد، فقد أعد لحملته كل ما استطاع من قوة، وجعل من فلسطين قاعدة لتحركه نحو مصر، وعندما عسكر بالقرب من مدينة غزة كان يخشى أن يفقد نصف جيشه تحت رمال الصحراء بسبب قلة توافر الماء، ولكن الأقدار جعلت رجلاً إغريقيًا يدعى «فانيس» (كان قائدا لفرقة من المرتزقة الأغريق الموالين لجيش مصر)، ينحاز إلى جيش «قمبيز» ويخون الفرعون «أبسماتيك الثالث».. فوشى فانيس بخطط المصريين التي أعدوها لمقاومة الحملة، كما استفاد جيش الفرس بخبرته في مسالك الصحراء، وسهل لهم الاتصال ببدو سيناء وعقد معهم العهود والاتفاقيات لإمداده بالماء و المئونة طوال رحلته عبر الصحراء «وأكملت الخيانة دورها في وصول الفرس إلى عرش مصر حين قام «وزاحررسن» قائد الأسطول المصري بخيانة ملكه وشعبه، وفتح المعابر للفرس مقابل حفنة من الذهب، وبعض المناصب الدينية، والاجتماعية التي كان يحلم بها، فدخلوا مصر برًا وبحرًا.. وأسر الملك الفارسي « قمبيز» فرعون مصر، وقام بمحاولات رهيبة لإذلاله، لكن الشعب المصري مازال وسيظل لا يخضع لغزو، مهما بلغت شدته، و لا يحني هامته لغادزٍ

عبد الرحمن بكر