Close
طوق النجاه

طوق النجاه

فإن ابن آدم ينظر إلى الدنيا وكأنها دار مقام وبقاء، وليست دار زوال وفناء، وكأنه مخلدٌ فيها خلودًا أبديًا فيحرصُ على الظلم والتعدي على الآخرين، ويحرصُ على الجور وأخذ حق الضعفاء والمستضعفين، فلو علم علمًا يقينيًا أنه ليس مخلدًا فيها، وأنه مهما طال عمره فهو إلى زوال، ما ظلم وما تعدى على غيره، لأن نشوة النفس وظلمها لنفسها جعلته ينس حقيقة الموت وأنه مدركه لا محالة كما جاء في قوله تعالى: {أَيْنَمَا تَكُونُوا يُدْرِكْكُمُ الْمَوْتُ وَلَوْ كُنْتُمْ فِي بُرُوجٍ مُشَيَّدَةٍ ۗ وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۖ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَقُولُوا هَٰذِهِ مِنْ عِنْدِكَ ۚ قُلْ كُلٌّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ ۖ فَمَالِ هَٰؤُلَاءِ الْقَوْمِ لَا يَكَادُونَ يَفْقَهُونَ حَدِيثًا} [النساء: ٧٨]

أبــو أحمـد كمـال أحمـد عبـد السـلام