Close
رحلة صالح

رحلة صالح

ذهني، وأتسلى بها بعد أنْ عَلِقَتْ برأسي منذ سماعها على موجات المذياع الصغير الذي أحمله في جيب سروالي، وأنا منهمكٌ في العمل تحت أشعة الشمس، التي كانتْ تسطع بشدة في ظهيرة نهار ذاك السبت الحار جدًا كحال كل أيام الصيف من شهر حزيران، ولهيبها يكوي أجسادنا المتعبة، وبالكاد كنا أنا وأخي سجر من شدة القيِّض قادرين على إتمام عملنا بجهدٍ كبير، وداهمني وقتها ظمأٌ شديدٌ، وكنتُ أتعطش إلى الندى من الماء، وأبحث عن الفيئ في جحور الأرض هربًا من لسع نورها القادم من كبد السماء، ولكنْ لا مفر منها، ولا بد من جني المحصول الذي آن آوان قطفه في نهاية هذا الموسم المثمر ـ كالعادة هنا ـ في أرضنا السخية، ولا بد من استكماله قبل جفافه وتلفه من وهج أشعة الشمس التي لا ترحم

إيـاد هنـدي