Close
ربانيون بين الزنزانة والقصر

ربانيون بين الزنزانة والقصر

يعود تاريخ هذه التأملات والخواطر إلي ما قبل ثلاثين عاماً – 1970 – والزمان غضٌّ وعليَّ بَرْد شباب ، وكان السودان تحت الحكم المايوي القاهر يومئذ .. وتحرك الوطنيون والإسلاميون معارضين ، وأمتلأت السجون والمعتقلات . وفي سجن كوبر كنا مئات من الشباب خريجي الجامعات ، من مهندسين وأطباء وغيرهم ، حشدونا في أجنحة كوبر المختلفة ( الزنازين) ، ( الشرقيات ) ، ( السراية ) .. ولا أنسي كيف تحول هذا السجن العاتي – موئل عتاة المجرمين – إلي مسجد كبير يعجُّ بالراكعين والسجَّد البُكِيِّ ، ومن طرائف المقابلات أنَّا كنا نقرأ تفسير سورة (( الزلزلة )) فنمرُّ علي الآية ( يومئذ تحدث أخبارها) فنقرأ في التفسير الأثر (( تحدِّث كل ارض بما كان عليها من خير ، وما كان عليها من شر ، حتى أن بعض البقاع تشتكي إلي الله انه لم يُذكر الله فيها ))

الصافي جعفر الصافي