Close
حجر بيرو

حجر بيرو

في السّقفِ المرفوع، الشمسُ تجُرُّ ثوبها وتُلملمُ نورها، تتوراى خلفَ المُزنِ على استحياءٍ وهي تُودِّعُ الأفق، فانتشتِ الزّرقاءُ بحُمرةِ الشّفق، وعلى الأرض جالسٌ يُراقبُ خيوط الشّفق- التي سقطتْ على حقول القصب- فصبغتْ خَضارها بالعسليّ اللامع، كم يعشق الشّمس! ورغمَ مقتِه لغروبها يحبّ أن يتأمّله! وما يجعل الصبر حيًّا في نفسه على وداعها؛ أنّها غربتْ من زرقائه لتُشرق في أخرى، وما يُطمئنُه أكثر أنّ الشمس لا تُخلف وعدها، فكلّما ودّعته في غروبٍ ووعدتْه بعودةٍ لا تُخلف موعدها أبدًا. كمْ دعا لوالديه لأنهما اختارَا له اسمَ *شمس*! مِن المؤكّد أنهما كانا يعشقانها، فانتقل هذا العشقُ وراثيًّا إليه!

ندا سليمان