Close
حب دافئ تحت الثلج

حب دافئ تحت الثلج

لسبب ما كان يجب أن أكون جالسًا، بالصدفة، في ذلك المساء الشتوي من شهر أكتوبر في بار «دوفلور» بحي «سانت جيرمان». كنتُ قد خرجت من متاهات الإنترنت قبل خروجي بقليل من شقتي، غادرتُ مؤقتًا تلك المتاهة الافتراضية التي تستهلك قسطًا كبيرًا من زمني الخائب الذي أعيشه في وحشة ودروب مدينة باريس الباكية في كل شتاء من شتاءاتها الباردة.. لم أكن على موعد مع شخص معين، ولا حتى على موعد مع نفسي، ساقتني إلى ذلك البار لحظة من التجلي الغامض، لحظة اقتحمتني برغبة دفينة لاكتشاف بئر نفسي العميقة وسط زخم من التنوع البشري العجيب، لم أتعود عليه في مقاهي وبارات باريس الرخيصة التي ألِفتُ ارتيادها. فكَّرتُ في صورة ذلك الوجه المضمخ بالبهاء، ذلك الوجه الذي انبثق فجأة أمامي من ثنايا الإنترنت في لحظة خاطفة وسالبة للحواس، حين تبادلنا أنا وريم دردشة كتابية قصيرة ولكنها مؤثرة، وبعدها اختفت إلى الأبد.. ابتلعتها الشبكة العنكبوتية

مصطفى الحمداوي