تفسير البحر المحيط – الجزء السادس

ولا تجعل يدك مغلولة إلي عنقك : قيل نزلت في إعطائه صلي الله عليه وسلم قميصه ولم يكن له غيره وبقي عرياناً وقيل : أعطي الأقرع بن حابس مائة من الأبل وعيينة مثل ذلك والعباس بن مرادس خمسين ثم كملها مائة فنزلت وهذه استعارة استعير فيها المحسوس للمعقول وذلك أن البخل معني قائم بالإنسان يمنعه من التصرف في ملله فأستعير له الغل الذي هو ضم اليد إلي العنق فأمتنع من تصرف يده وإجالتها حيث تريد وذكر اليد لأن بها الأخذ والإعطاء واستعير بسط اليد لإذهاب المال و ذلك أن قبض اليد يحبس ما فيها و بسطها يذهب ما فيها و طابق في الاستعارة بين بسط اليد و قبضها من حيث المعنى لأن جعل اليد المغلوقة هو فبضها و غلها أبلغ في القبض و . قد طابق بينهما أبو تمام

ابو حيان الاندلسي