Close
تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار

تحفة النظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار

الحمد لله الذي ذلَّل الأرض لعباده؛ ليسلكوا منها سبلًا فجاجًا، وجعل منها وإليها تاراتهم الثلاث نباتًا وإعادة وإخراجًا؛ دحاها بقدرته فكانت مهادًا للعباد، وأرساها بالأعلام الراسيات والأطواد، ورفع فوقها سمك السماء بغير عماد، وأطلع الكواكب هداية في ظلمات البر والبحر، وجعل القمر نورًا والشمس سراجًا، ثم أنزل من السماء ماء فأحيا به الأرض بعد الممات، وأنبت فيها من كل الثمرات، وفطر أقطارها بصنوف النبات، وفجر البحرين عذبًا فراتًا، وملحًا أجاجًا، وأكمل على خلقه الإنعام بتذليل مطايا الأنعام، وتسخير المنشآت كالأعلام؛ لتمتطوا من صهوة القفر ومتن البحر أثباجًا، وصلى الله على سيدنا ومولانا محمد الذي أوضح للخلق منهاجًا، وطلع نور هدايته وهَّاجا، بعثه الله تعالى رحمة للعالمين، واختاره خاتمًا للنبيين، وأمكن صوارمه من رقاب المشركين حتى دخل الناس في دين الله أفواجًا، وأيده بالمعجزات الباهرات، وأنطق بتصديقه الجمادات، وأحيا بدعوته الذمم الباليات

أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن محمد بن إبراهيم اللواتي الطنجي