Close
تباريح ترحل معنا

تباريح ترحل معنا

تفتقر الفكرة النبيلة دوماً ـ منذ أقدم العصور ـ إلى خطاب جمالي خاص يزكيها، ويدعم منطوقها الحضاري، ويزين صورتها في الأحداق، ويسوغ مضامينها الإيديولوجية لدى رأي عام، يعاديها ـ أو في أضعف الأحوال ـ يتعامل معها بما يشبه الحياد، وهكذا اخترق الفكر الإغريقي وجدان الجماهير بفرائد *يوريبيديس* و*أسخيلوس*، وتشامخ الفكر الألماني الطليعي بروائع مسرح *بريخت* ، وعرف الفكر الفرنسي طريقه إلى استيطان القلوب مع نصوص *رامبو* و*بودلير* و*مالارميه*. وإذا صدقت هذه المقولة ـ ولا أخالها إلا صادقة ـ فإن الإنصاف يقتضينا أن نقرَّ بأن الحضارة العربية/الإسلامية، تتعرض ـ الآن ـ لواحدة من أقصى محنها الثقيلة، وأزماتها المزلزلة، مع تسلط الفكر الأوروبي والأمريكي اليميني، وتحريضات اللوبي الصهيوني، واستفحال خطر *الإسلاموفوبيا* ، أو *رهاب الإسلام*، في بقاع كثيرة من الفضاء الأنجلو أمريكي أو الفرانكوفوني.

علاء أبو الجود