Close
اليمن تحت حكم الإمام أحمد 1948 – 1962

اليمن تحت حكم الإمام أحمد 1948 – 1962

عندما وضعت الحرب العالمية الأولى أوزارها ، كانت الظروف الدولية قد تغيرت تماماً . وكان من أثر هذا التغير أن سقطت الدولة العثمانية . وأُرغمت على ترك ممتلكاتها فى المنطقة العربية التى أصبحت عرضة لأطماع القوى المنتصرة فى الحرب . وكان اليمن ولاية من ولاياتها القليلة التى حظيت باستقلال مبكر ، ذلك أن الإمام يحيى الذى قاتل الأتراك ، وفرض عليهم الاعتراف بمكانته فى المناطق الزيدية : وقف فى الحرب العالمية الأولى موقفاً حيادياً ، متعاطفاً مع العثمانيين لأسباب دينية ، فكافأه الأتراك بأن دعوه إلى استلام مقاليد الأمور فى اليمن عندما قرروا الرحيل .ودخل الإمام يحيى صنعاء معلناً قيام المملكة اليمنية ، وبمجرد أن استقرت أمور الإمام فى صنعاء العاصمة ، سعى إلى توحيد أجزاء اليمن تحت راية الإمامة الزيدية ، معتمداً على سمعته الوطنية التى كسبها فى حرب التحرير مع العثمانيين، ومستنداً إلى مكانته الدينية . فخاض من أجل ذلك حروباً محلية عديدة ، عرفت بحروب التوحيد ، أو هكذا أطلق عليها بعض المؤرخين ، ولقد اعتبر الإمام يحيى اليمن أرضاً واحدة وشعباً واحداً ، وربما كانت تصوراته حول حدود هذه الأرض ، ومضارب هذا الشعب مضطربة ، باضطراب الظروف والأحوال ، إلا أنه حلم بوحدة اليمن ومضى فى طريقها ، وكان بعض هذه الأراضى خاضعة لقوى محلية ، دينية ، وقبلية ، رفضت الاعتراف بسلطته وملكه ، فسيّر لإخضاعها الجيوش ، وخاض من أجل هدف التوحيد المعارك ، كان ابنه أحمد ، وولى عهده وإمام اليمن لاحقاً واحداً من أبرز قادتها ، وأكثرهم بطشاً وفتكاً بخصومه .وبين دفتى هذا الكتاب ما يوضح مسيرة اليمن الشعب ، واليمن الوطن والأرض منذ نهاية الحرب العالمية الأولى وحتى قيام الثورة صعودًا وهبوطًا بكل ما فيها من تحديات تثبت صلابة الشعب اليمنى

أحمد عبيد بن دغر