Close
المهلهل سيد ربيعة

المهلهل سيد ربيعة

كان اليوم الأول من تلك الأيام المَطيرة القليلة التي يجود بها شتاء الصحراء. وقد أسفر وجه السماء بعدَ أن جلَّل المطر أعواد الخُزامى والشِّيح، وصفا الجوُّ ورقَّ النسيم البارد، وسطعَت أشعة الشمس رفيقةً دفيئة تغمُر الرمال الصفراء النديَّة، وتلمَع تحتها الجداول الدَّقيقة المُتعرِّجة. وكان وائل التَّغلِبي — وائل بن ربيعة، فارس تغلِب وسيدها — يسير في جانب الوادي المُعْشِب الذي ضُربَت فيه خيامه، ويجُول ببصره في التِّلال الجرداء المُحيطة به، ليس عليها إلَّا أعواد من طرفاء الكالِحة

محمد فريد أبو حديد