Close
الكارثة والوهم

الكارثة والوهم

لا يجد المرء حرجا وهو يقرر فى ختام دراسته ، أن اصطدامه بما يمكن أن تصير عليه أمور الاقتصاد المصرى من الاستمرار فى سياسة الإصلاح الاقتصادى فى ظل الاندماج الكامل فى نظام العولمة دون أى ضوابط أو خطط ، أو حتى حد أدنى من الرؤية الاستراتيجية التى تدور حول معانى السيادة ، والهوية ، والعدل ، والمساواة ، وتكافؤ الفرص، والأمن ، والمواطنة ، وحقوق الإنسان الاجتماعية والسياسية والاقتصادية والثقافية ، والديمقراطية ، وغيرها من مجمل المعانى التى تشكل منظومة النسق القيمى للوطن، هذا الاصطدام ، قد فاق كل خيال .فنحن بين مطرقة العولمة المتوحشة – المتغطرسة ، المتسلحة بشتى صنوف القوة ، عسكرية كانت أو اقتصادية أو إعلامية أو سياسية أوثقافية ، التواقة لفرض هيمنتها وبسط سيطرتها وتحكّم نظامها ليس على الكرة الأرضية فحسب بل أيضا على الفضاء الخارجى – وسندان تخلفنا الناتج عن سياسات تكرّسه وتعمّقه بدلا من أن تخرجنا من براثنه ؛ والأخطر من ذلك ؛ أن تستسلم عن وعى وأن تسلّم عن إرادة مقاليد الأمور لنظام العولمة .فأى ألم يعتصر الذهن والروح والبدن ، ذلك الناتج من مجرد تصور أن نكون جزءا مندمجا مع الخطر ، بدلا من أن نكون جزءا مستعدا لمواجهته ؟!وأى منطق هذا الذى يجعلنا جـزءا من نظام متوحش ونحن لا نملك من حطام الدنيا ما ندافع به عن وطننا ؟

عبد المجيد محمد راشد