Close
العلم وشروط النهضة

العلم وشروط النهضة

ليس العلم فى عالم اليوم، فى بدايات القرن الواحد والعشرين، مجرد فكرة أساسية أو نشاط مهم بالنسبة لنهضة المجتمع، وإنما هو مرادف لتحقيق النهضة ذاتها. فليس من معنى للنهضة فى عالم اليوم إلا باعتبارها نهضة علمية.
فعلى الرغم من أهمية التحولات الفكرية التى جرت فى أوروبا بدءا من عصر الإصلاح الدينى حتى العصر الحديث، إلا أنه ليس هناك من شك فى أن النهضة الأوروبية إنما قامت بشكل اساسى على العلم الحديث. كذلك فتحقيق النهضة العربية ليس فقط مرهونا بتطور الفكر الفلسفى والسياسى وإنما أيضا وبشكل جوهرى بتحقيق الفكر العلمى الصحيح المعتمد على التصورات العلمية الحديثة. وليس ذلك فحسب، وإنما هو مرهون أيضا بتحقيق الارتباط بين هذه التصورات وبين المجتمعات العربية ككل
ويمثل هذا الكتاب محاولة غير مسبوقة فى تحقيق الارتباط بين العلم حسب التصورات المعاصرة فى بدايات القرن الواحد والعشرين وبين خصوصيات مجتمعاتنا العربية والإسلامية. ولذلك جاءت أقسامه الأربعة، “العلم ونظرتنا إلى العالم”، “البنية المجتمعية للمعرفة العلمية”، “والعلم واعتقاداتنا الدينية”، و”العلم والمواطنة”، معبرة عن هذا التوجه. وهى موضوعات تنتمى إلى “فلسفة العلم” و”علم اجتماع المعرفة” و”فلسفة الدين” و”الفلسفة السياسية” على التوالي. وهذا التناول يعبر عن نظرة كلية للموضوع تعارض النظرة الجزئية الغربية التى تفصل بين الذات والموضوع، والذات هنا هى المجتمع والدين والدولة، والموضوع هنا هو العلم

سمير أبو زيد