Close
العقوبات الشرعية وموقعها من النظام الاسلامي

العقوبات الشرعية وموقعها من النظام الاسلامي

أحكام العقوبات في الشريعة الإسلامية تكتنفها أهواء التفريط والإفراط. بعض الناس ينزعجون في تطبيقها أيما انزعاج، ويخيل إليهم أنه لا محل لها في المجتمع المعاصر، وبين هؤلاء من يصلون ويصومون وقد يحجون. وثمة آخرون يظنون أن اتباع هذه العقوبات هو وحده جوهرة الشريعة وحقيقة تطبيقها. وبين التفريط والإفراط في تقدير أحكام العقوبات ومكانها في شريعة الإسلام ونظامه الإجتماعي يضيع الحق وتلتبس الحقيقة! وقد تكون صورة العقوبات في أذهان أصحاب الإفراط وعلى ألسنتهم وبأقلامهم، مسئولة عن انزعاج أصحاب التفريط… وكلا الفريقين قد أتى من الغفلة عن بعض ما أنزل الله ـ كما أشارت الآية الكريمة التي تتصدر هذا الحديث. وقد أستنكر القرآن هذا اللون من النظر الجزئي القاصر: ﴿ ثُمَّ أَنتُمْ هَٰؤُلَاءِ تَقْتُلُونَ أَنفُسَكُمْ وَتُخْرِجُونَ فَرِيقًا مِّنكُم مِّن دِيَارِهِمْ تَظَاهَرُونَ عَلَيْهِم بِالْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَإِن يَأْتُوكُمْ أُسَارَىٰ تُفَادُوهُمْ وَهُوَ مُحَرَّمٌ عَلَيْكُمْ إِخْرَاجُهُمْ ۚ أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ ۚ فَمَا جَزَاءُ مَن يَفْعَلُ ذَٰلِكَ مِنكُمْ إِلَّا خِزْيٌ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا ۖ وَيَوْمَ الْقِيَامَةِ يُرَدُّونَ إِلَىٰ أَشَدِّ الْعَذَابِ ۗ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ).

الامام الصادق المهدي