Close
العبرات

العبرات

إن القيمة العلمية والفنية لأي إنسان تنبع من شخصيته المنهمرة من كوامن نفسيته وهي ما تكشفها فراسة أَسْره، ولا شك عند المتوسمين أن المنفلوطي – رحمه الله – لديه موهبة الأدب والتعبير؛ يدل على ذلك صفاؤه وشروده وقوة النظر والاعتبار وهذا النُّبْل الشريف المعروف في صورته.هذه المعاني النفسية هي التي أنبتت تلك الموهبة الأدبية؛ فخرج فنه عن موهبة لا عن دراسة في الأصل ولذلك تميز عن حُلِّ الأدباء الكبار المعاصرين له الذين أدركوا تفرُّده في الأسلوب الفياض بالكشف عن المعاني الإنسانية وما يدور في الصدور من خلجات وشعور بلغة فخيمة ويسيرة تناغم العقل وتداعب الذوق دون استعراض أو تحديث، ولهذا كانا كتاباه (العبرات) و(النظرات) ختام عيوب الأدب القديم ولا تكاد تجد كتابًا أدبيًّا غيرها – رغم إجلالنا لرُقيِّ الأعمال الأدبية الأخرى – يمكن أن يدخل في حتار التراث القديم، فإنها مهارات مطبوعة ومواهبُ مقسومة، ولله ضنائن على خلقه

مصطفى لطفي المنفلوطي