Close
التلمـود

التلمـود

عاش اليهود على هامش الحضارات التي توالت على الشرق القديم، ولم يعيشوا في عُزلة عما يدور حولهم، بلِ احتكوا بجيرانهم سلباً وإيجاباً، وتأثرت معتقداتهم وآراؤهم بالمفاهيم التي كانت شائعة في بلدان الشرق القديم، وبخاصة الغَيبيات وعلى رأسها الموت وما يحدث بعد الموت، فما المصير الذي ينتظر الروح بعد الموت؟ هل ستَفْنَى أم تحيا حياة أخرى؟ وإذا كانت ستحيا حياة أخرى، فأين سيحدث ذلك؟ هل داخل القبور أم في عالم آخر خاص بها؟ وما المصير الذي ينتظر الجسد؟ هل سيتحلل ويَفْنَى أم سيبعث ويتحد بالروح مرة أخرى؟ وهل سيحاسَب الجسد بعد الموت وَحْدَهُ، أو تحاسَب الروح وحدها أو يحاسَبَانِ معاً؟ وما الجزاء الذي ينتظرهما؟ وفي حين لم يظهر هذا التأثير في نصوص المقرا التي أغلق باب التدوين فيها (القرن الثاني ق.م) باستثناء بعض الإشارات التي تم تأويلها لخدمة هذا الغرض، وأخذ هذا التأثير يتضح بعد ذلك في التراث اليهودي الذي تبلور في القرون الأولى من الميلاد أي المشنا والتوسفتا والتلمود والمدراشيم (كتب التفاسير)

علاء تيسير أحمد مهدي