Close
التعليم العربي الإسلامي في إفريقيا

التعليم العربي الإسلامي في إفريقيا

على الرغم من التوسع الملحوظ في التعليم الذي يتناسب أحيانًا مع ما تتطلبه الدول الأفريقية على اختلاف وتنوع ظروفها الاقتصادية والسياسية ومصادر الدخل في كل دولة ، وأحيانًا مع ما تراه الدول الأوروبية متناسبًا مع أطماعها وأهدافها ، إلا أن التعليم في هذه الدول ما زال يعاني من أزمات متباينة تفوق في حدتها أزمات الطعام والشراب والمأوى والأزمات السياسية . وقد يرى البعض أن أزمة التعليم في عالمنا اليوم ترجع إلى تزايد مجموع الأميين البالغين في العالم الأفريقي وما صاحبه من مشاكل اقتصادية وصحية وتنموية حالت دون أن يحقق التعليم أهدافه المرجوة منه ، إلا أن الأزمة الحقيقية للتعليم تكمن في نوازع الشر في نفس الإنسان الإفريقي اليوم ، وميله إلى العنف وتنافسه على السلطات وحبه لذاته ، مما نتج عنه فقد كل صفات القدوة للمعلم والمتعلم ، على نقيض ما بدأت عليه الشعوب الأفريقية من تأصيل مبدأ المشاركة وتكوين شخصية الفرد . من هنا يتضح أن أزمة التعليم وما يواجهه من صعوبات وتحديات لا تكمن فقط في تزايد عدد الأميين بل تتمثل أخطارها في تزايد تفكك الإنسان في سلوكه وأهدافه وتطلعاته ، وتعليم تكون هذه فلسفته لا يساعد المتعلم إلا على النمو بقدراته المادية فقط ، دون أن يكتسب خبرات غيره وما توصل إليه ، ويكون ذلك على حساب قيم وروح وفلسفة مجتمعه .

جعفر عبد السلام