Close
البصائر و الذخائر  الجزء السادس

البصائر و الذخائر الجزء السادس

هذا الجزء – أبقاك الله – الجزء السادس من كتاب البصائر والذهائر ، وإليه وقع الانتهاء ، وعليه وقف العزم ، وعنده بلغ النشاط ، لأن المراد تم به ، وما في النفس سكن معه ، فقد كان يجول في النفس ما يعسر تدوينه ، ويصعب تضمينه ، مع تحول الحال ، ونحول البال ، وذلك لأن الكتاب طال طولاً يمل الناسخ ، ويضجر القارئ ، ويقبض المنبسط ، ويكل النشيط ، ويفتر الشهوات ، ويفل غرب الحريص ، ويتعب الطالب والراغب ، ويصير ما أردنا أن يكون سبباً لاجتبائه سبباً لاجتنابه ، وما أحببنا أن يكون باعثاً على طلابه مؤيساً من وجدانه ، وهكذا كل ما طال وكثر ، وازدحم وانتشر ، وليس يصير هذا عيباً إلا عند فسولتنا في طلب العلم ، وسوء رغبتنا في إفشاء الحكمة ، وقلة طاعتنا للحق ، أعراضنا عن الحظ ، واستبدالنا للخير ، واعتيادنا للهو ، وجهلنا بعواقب الدنيا ، ولو صدقت النية ، وانبعثت الهمة ، وأذعنت الشهوة ، وذلت النقيبة ، وساعد التوفيق

أبي حيان التوحيدي