Close
البصائر و الذخائر  الجزء الثامن

البصائر و الذخائر الجزء الثامن

الجزء الثامن من كتاب البصائر ، بصائر أهل العلم والأدب ، والحكمة والتجربة ، نسأل الله تعالى تمام الكتاب ، فإنّه قد حوى معاني سابقةً إلى النفوس بالقبول ، وأغراضاً جاريةً مع الفهم ، وأسراراً خفيّةً في العلم ، فارغب فيه رغبة عاشق ، ولا تسل عنه سلوة قالٍ ، ولا يزهدّنّك فيه مللٌ عارض ، وسخفٌ متوسط ، فإنّ العاقبة فيهما غير ما لاح لك منهما ، واعلم أنّك مداوىً بهما وبغيرهما ، واختلاطك ينتفع بكل ما تسمع وتعي ، ومزاجك يعتدل بكلّ ما ترى وتروي ، ولو كنت صرفاً لعشت بالصّرف ، ولو كنت صفواً لكمل أمرك بالصّفاء ، ولكنّك مؤلفٌ من نقص وكمال ، ومقرونٌ بعجزٍ وقوة ، ومقلّبٌ بين العطب والسّلامة ، ومحمولٌ على النّزاع والسآمة ، ولكلٍّ منك نصيب ، ولك في كلّ منه حظّ ، وأنت في هذه النقيبة مرشّحٌ لطهارةٍ لا نجاسة معها ، ومسوقٌ إلى غايةٍ لا آفة فيها

أبي حيان التوحيدي