Close
الاعتراف

الاعتراف

لقد مضت سنوات لم أسمع في خلالها شيئًا عن صديقي م. ن. صاحب الاعتراف، فجعلت أسأل عنه حتى علمت أنه صار يهيم في فيافي السودان، حتى وصل إلى بلاد نيام فأكله أهلها رحمة لله عليه. لقد كان يحتقر الإنسانية؛ فانتقمتْ منه بأن أكله أبناؤها، ولكنه انتقام يثبت أنه كان مصيبًا في احتقاره إياها. وقد زعم أناس أنه لم يمت، وأنه توغل في أواسط أفريقيا إلى مواطن الزنوج، فأسرته قبيلة منهم تدعى قبيلة الشنانجة، ولكنهم أعجبوا بسكوته وعبوسه وكسله وقلة مبالاته ما يقع حوله من أمور الحياة؛ فاتخذوه إلهًا، حاسبين هذه الصفات من صفات لله! فإذا صح ذلك كان صديقي إلهًا لا يزال حيٍّا يرزق، يعبده زنوج قبيلة الشنانجة في أواسط أفريقيا. وليت شعري ما حاله؟ وما خواطره؟ وهل هو سعيد بمنزلته بين أولئك الوحشيين الجهلاء؟

عبد الرحمن شكري