Close
اكتشاف جزيرة العرب

اكتشاف جزيرة العرب

ليس من المؤكد أن اكتشاف الجزيرة العربية كان قد أنجز فى سنة 1870 ، إنما كان هذا الاكتشاف قد تم تحقيقه بصورة إجمالية فيما يختص برسم حدود البلاد ، والأماكن المقدسة ، وسكان المناطق المختلفة فيها .
وهكذا تمكن الجغرافى الألمانى ك. ريتر من أن يضع فى سنة 1846 خارطة دقيقة مفصلة للجزيرة العربية ، وقدم آ. دافريل للجمهور الفرنسى فى عام 1868 دراسة عن المدن المقدسة والحج ، بجمع المعلومات التى أوردها الرواد . ولم يأت الرواد والسياح الآخرون من أمثال ر. ف. بورتن، وفون مالتزان بشىء جديد ذى بال ، وكذلك ج. ف. كين الذى رأى من مكة مائة مرة أقل مما كان قد عُرف عنها ، ولكن أضاف قصة خيالية إلى هذا الفراغ . أما سنوك هرخونيه فقد كان مزمعًا على عكس ذلك أن يقوم فى عام 1888 بعمل حاسم .
ومما يبرهن على أنه كان قد تم فى سنة 1875 جمع معلومات مجملة عن شبه الجزيرة العربية، قيام آ. زهم بوضع كتاب بطريقة التأليف عن الجزيرة العربية استنادًا إلى الصورة التى أعطتها عنها اكتشافات الرواد .
وخلاصة القول ، أن حُجُب الجهل التى كانت مسدلة على معظم أجزاء الجزيرة العربية كانت قد هتكت باستثناء الحجاب المسدل على منطقة الربع الخالى الذى كان مزمعًا أن يُمزق فى أيامنا هذه .
إن بعث الأزمنة الخالية ، مغامرة يقوم بها العقل بحثًا عن المعرفة ، شبيهة بالمغامرة التى يقوم بها الرائد بحثًا عن الحقيقة . ومن هذا البعث يتكون تاريخ سيضاف إلى التاريخ الذى عشناه بين دفتى هذا الكتاب . رغم اختلافه عنه كل الاختلاف
ولسوف يضاف إلى وجوه الرواد العظيمة من دوغتى إلى فيلبى ، وجوه أخرى عظيمة ، إلا أنه مهما تكن زيادة المعارف التى يمكن أن يُسهم بها امرؤ فى علم جغرافية البلاد العربية ، لن يقدر أحد أن يقف موقف اللامبالاة من مسألة الماضى التى غدت – من الآن فصاعدًا – من أمتع المسائل التى عرضتها الجزيرة العربية

قدرى القلعجى