Close
غصن البان في رياض الجنان

غصن البان في رياض الجنان

حكى صاحب الرواية عن نفسه، قال: يوجد عند مدخل سافوا بين جبالها وآكامها وادٍ متسع يتصل بقرية شامبيري على سفح جبال الألب، قد كسته الخضرة بنضارتها، وآنسته الجداول بخريرها، وحلَّته البحيرات بمائها الشفاف كأنه سبائك الفضة في إطارٍ من الزمرد، وإلى شمال هذا الوادي جبلٌ ينطح النجوم برَوْقَيْه، ويناجي السماء بأسراره، وقد ألبسته الطبيعة هيئةً قاتمة ينعكس النور عما برزَ منها، فتظهر كثنايا الجبين في الوجه العابس على شكلٍ لم تعمل فيه غير يد لله، ثم يأخذ بالانبساط على مقربة من شامبيري حتى لا يعود فيه سوى بعض هضبات تجلِّلها أشجار السنديان والجوز مُكلَّلة أعاليها بأغصان الدوالي والأعراش، فإذا بلغ السائر إليها رُفعت له منازل القرى البيضاء كأنها الحمائم في المروج، وفي أسفلها بحيرة واسعة تبلغ مساحتها ستة أميال تتدلَّى فيها أغصان ما حولها من الأشجار والأغراس

ألفونس دو لامارتين