من عالم آخر

كانت ليلة من ليالي ديسمبر العاصفة وأولى نوات هذا الشتاء، كان صوت الرعد يقشعر البدن وأصوات الرياح حقًا مخيفة، وكعادتي كنت وحيدة، أجلس سارحة في ذلك الكتاب الذي لا أعلم عن ماذا يتحدث مجرد شيء أضيع فيه هذا الملل وأتحايل به على النوم كي أنام. لا أعلم ما الذي يحدث لي، أعتقد أنني كلما تقدمتُ في السن أصبحَتْ ساعات نومي قليلة، طالما كانت أمي تخبرني بهذا؛ أن الإنسان كلما تقدم في العمر قلت ساعات نومه.. أمي.. كم اشتقت لك، واشتقت لحديثك الحنون، كنت دائما ما تصنعن لي كوب الشوكولا الساخن في تلك الليالي الباردة كي أنام سريعًا، كان مفعولها كالسحر على عقلي…

منة الله جابر