Close
صندوق الدنيا

صندوق الدنيا

مقدمة
كنا نفرح (بصندوق الدنيا) ونحن أطفال… نكون في لعبنا وصخبنا فيلمح أحدنا (الصندوق) مقبلا من بعيد فيلقي ما بيده من (كرة) أو نحوها ويطلقها صيحة مجلجلة ويذهب يعدو متوثبًا ونحن في أثره، ونتعلق بثياب الرجل أو مرقعته على الأصح، فما هي بثياب إلا على المجاز، فهذا ممسك بكمه، وذاك بحزامه، وآخر يده على الصندوق، وهو سائر وظهره منحن تحت حمله، ولحيته الكثة الغبراء مثنية على صدره، ونحن نتلاغط حوله ونتوثب، حتى يصير بنا إلى الظل، فيضع (الدكه) الخشبية على الأرض فنكون فوقها نتزاحم ونتدافع ونتصايح ونتشاتم قبل أن تستقر على أرجلها، والرجل ساكن الطائر لا يعبأ بنا ولا يولينا نظرة ولا يحفل من بقي منا على (دكته) ومن زحزح عنها فوقع على الأرض فقام يلعن ويسب أو يبكي ويتوجع، أو يمضي إلى الحائط فيلصق به كتفه ويعمل يده في عينه

إبراهيم عبد القادر المازني